يَا وَهْمَ "إِسْرَائِيلَ الْكُبْرَى"
يا حَالِمِينَ بِدَوْلَةٍ تَمْتَدُّ فَوْقَ
غُبَارِنَا
هَذَا غُرُورٌ قَاتِلٌ يُبْنَى عَلَى
أَشْلَائِنَا
تَرْسُونَ خَارِطَةَ الوَهَى بِالْحِبْرِ مِنْ
دَمْعِ الْعُيُونْ
وَالْأَرْضُ تَرْفُضُ خُطَّةً صِيغَتْ
بِأَحْلَامِ الْجُنُونْ
مِنْ نِيلِ مِصْرَ إِلَى الْفُرَاتِ تُرِيدُهَا
مُلْكًا مُبَاحْ
تَنْسَى بِأَنَّا هَاهُنَا أَهْلُ الدِّيَارِ
مَعَ الصَّبَاحْ
تَتَوَسَّعُونَ كَأَنَّكُمْ طَاعُونُ يَنْهَشُ
فِي الْجَسَدْ
لَا الْأَرْضُ أَرْضُكُمُ وَلَا فِيهَا لَكُمْ
وَتَدٌ أَبَدْ
سَكْرَى بِغَطْرَسَةِ الْقُوَى تَزْهُو
بِأَنْيَابِ الْحَدِيدْ
وَتَظُنُّ أَنَّ الْحَقَّ فِي مَنْطِقِ
الْبَطْشِ الشَّدِيدْ
تَبْنُونَ عَرْشًا زَائِفًا مِنْ قَهْرِ شَعْبٍ
لَا يَنَامْ
وَعَلَى جَمَاجِمِ أَهْلِهَا تُعْلُونَ رَايَاتِ
الظَّلَامْ
لَكِنَّ زَيْتُونَ الثَّرَى يَرْوِي حِكَايَاتِ
الْجُدُودْ
وَجُذُورُهُ فِي عُمْقِهَا تَأْبَى الْخُضُوعَ
أَوِ السُّجُودْ
لِلْأَرْضِ ذَاكِرَةٌ وَهَلْ يُنْسَى مِنَ
التَّارِيخِ اسْمُ؟
فِي كُلِّ شِبْرٍ قِصَّةٌ وَبِكُلِّ حَجَرٍ دَمُ
يَأْتِي مِنَ الْأَصْلَابِ جِيلٌ لَمْ يَعْرِفِ
الْخَوْفَ الْمُهِينْ
يَحْمِي فِلَسْطِينَ الَّتِي تَسْرِي بِقَلْبِ
الصَّامِدِينْ
يَا وَهْمَ "إِسْرَائِيلَ الْكُبْرَى"
يَا كِذْبَةً عَبْرَ الْمَدَى
سَيَزُولُ لَيْلُ الْغَاصِبِينَ وَيَعُودُ
لِلْحَقِّ الصَّدَى